الأحد, 8 يونيو 2025

الحشد الشعبي يأكل ابناءه

205 مشاهدة
منذ 5 سنوات
الحشد الشعبي يأكل ابناءه للعراق تاريخ حافل بالعنف الدموي , فقد ظهرت على ارضه طوائف وفرقعديدة , خاضت بينها صراعات وحروب دامية استمر لفترات زمنية طويلة. وتعرض العراق لغزوات واحتلالات عديدة سالت فيها انهار من الدماء . كما شهد العراق انقلابات عسكرية كثيرة كانت الدماء جسورها للوصول الى الحكم . عراق ما بعد 2003 لم يكن حالة استثنائية عن العراق ما قبل ذلك التاريخ ,فالعنف الدموي ميزة في هذا البلد الذي يشهد اليوم صراعات مختلفة بسبب ما يتعرض له من احتلال من جهة , وبين ما يشهده من صراع بين الطوائف والفرق التي تتقاسم العنف الدموي بينها, من جهة اخرى . كانت ايران وماتزال احد العوامل الرئيسية المسببة للعنف الدموي في العراق ,سواء كان ذلك بفعل الطوائف والفرق الباطينية التي جاءت منها الى العراق, او بسبب الحروب التي شنتها او الغزوات التي شاركت فيها ضد العراق.. انشأت ايران في عام 2014مليشيات طائفية في العراق بفتوى مرجع ديني ايراني مقيم في مدينة النجف العراقية, واطلقت عليها تسمية (الحشد الشعبي ) على غرار حشدها الشعبي الذي انشأته إبان حربها ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي,, واسمته التعبية الشعبية او ما يعرف محليا باسم ( الباسيج). بعد الانتهاء من حرب السيطرة على المحافطات والمدن السنية في عام 2017, اصبح كل فصيل من مليشيات الحشد الشعبي التي يربوا عددها على اكثر من 67 مليشيا, يريد ان يستأثر باكبر قدر من الغنيمة.. فالعراق بلد غني و سلطة الدولة فيه تكاد تكون منعدمة , وايران وباقي اعداء الامة لايريدون لهذا البلد العربي المسلم ان ينهض ... لهذا اخذ الصراع بين مليشيات الحشد الشعبي يشتعل ... فتعدد الولاءات السياسية وتعدد المرجعيات الدينية لدى هذه المليشيات اصبح عاملا في تغذية هذا الصراع. تمرد "عمار الحكيم " احد ابرز الشخصيات الدينية على سيده الايراني ودخل في مواجهة مع مليشيات العصائب بقيادة قيس الخزاعلي الموالي لايران,تخللها جرائم اغتيالات وحرب كلامية حادة...... تصاعد الخلاف مجددا بين التيار الصدري بقيادة " مقتدى الصدر" والخط الايراني , وخرج الاخير من العراق للاقامة في بيروت تعبيرا عن احتجاجه من جهة , وخشية من اغتياله على ايدي مليشيات منافسة من جهة اخرى..... جرى اعتقال وتعذيب "أوس الخفاجي" آمر ميليشيات لواء أبو الفضل العباس في الحشد الشعبي ، من قبل الجهاز الامني للحشد, بعدما أشار بأصابع الاتهام إلى جهات موالية لإيران ، بالتورط في اغتيال الناشط والكاتب العراقي الشيعي "علاء مشذوب" في مدينة كربلاء.... عجز رئيس الحكومة "عادل عبد المهدي" عن اكمال كابينته الوزارية رغم مضي اكثر من اربعة اشهر على اعلان هذه الحكومة ,وذلك بسبب الصارع الحاد بين المليشيات على وزارتي الداخلية والدفاع.... تزايد اعداد المرجعيات الدينية’ وظهور فرق وجماعات جديدة تخرج بين الحين والاخر من بطن الطائفة الشيعية بمعتقدات وافكار بعضها باطنية وبعضها الاخر متطرفة تدعو الى الثورة والدماء.... هذه العوامل مجتمعة, اصبحت كالنار تحت الرماد , تلهب الاجواء بين المليشيات والزعامات الدينية الشيعية في العراق وتدفع بهم نحو الصدام الكبير الذي ينتظره المهدويون المتعطشون لظهورامامهم الغائب. فهل يمكن للغائب ان ينقذ الحاضر؟.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *