الأحد, 8 يونيو 2025

حكاية شهرزاد والولي الفقيه

228 مشاهدة
منذ 5 سنوات
حكاية شهرزاد والولي الفقيه شهرزاد ميرقليخاني ,, التي عملت "مفتشاً خاصاً" في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، اصبحت تواجه تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة من قبل "جهاز استخبارات الحرس الثوري " بعد ان كانت حتى عهد قريب يراها نظام الولي الفقيه "بطلة وطنية" لانها سُجنت في الولايات المتحدة بتهمة التجسس لصالح إيران عام 2007. بعد إطلاق سراح شهرزاد من السجن في الولايات المتحدة التي قضت فيه خمسة سنوات ، استُقبلت في ايران استقبال "الأبطال" وعُينت بعد فترة وجيزة مديرة للعلاقات العامة في تلفزيون "برس تي في" الحكومي. بعد ذلك بعام، جرى تعينّها في منصب "المفتش الخاص" في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني الذي يخضع لسلطة المرشد الاعلى مباشرة. وبحكم وظيفتها، اطلعت شهرزاد على جميع المسائل والقضايا التي كان "يتدخل فيها الحرس الثوري وابن خامنئي، الملا مجتبى". أثارت شهرزاد جدلاً واسعاً في أوساط الإيرانيين بعد نشرها عدة وثائق ومقاطع مصورة ، و التي أنذرت فيها المرشد الأعلى "علي خامنئي " والحرس الثوري، عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي ، بأنها ستكشف عن أوراق الفساد في دائرته الضيقة جداً. بدأت شهرزاد رسالتها لخامنئي بـ: "عزيزي آية الله خامنئي .. انتهت اللعبة، وحان الوقت لكي يعلم العالم أن ابنك مجتبى وأعوانه مصدر الفساد والشر في إيران، سأكشف عن جميع الأوراق التي بحوزتي، عن لا إنسانيتهم ولا عدالتهم وفسادهم، ولا يهمني شيء سوى إيران وشعبها". - تحدثت شهرزاد عن سر المشكلة التي حصلت بينها وبين خامنئي ، فتقول بدأت المشكلة بعد إعدادها فيلماً وثائقياً عام 2015، عن تجربتها في السجن في الولايات المتحدة، وعن تورط زوجها السابق محمود سيف في تهريب خوذ مزودة بمنظارات ليلية تُستخدم لأغراض عسكرية إلى الحرس الثوري وبعلم مجتبى ابن خامنئي. وكانت وحدة استخبارات تابعة للحرس الثوري قد طلبت منها عدم نشر كتابها الذي تضمن جميع مذكراتها والتي تتحدث فيه عن المعاملة السيئة التي لقيتها في السجن من جهة ومن زوجها السابق محمود سيف من جهة أخرى. لم تمضِ فترة طويلة على عزمها نشر مذكراتها، حتى اتهمت بالتجسس لصالح الولايات المتحدة من قبل الحرس الثوري وطُلب منها مغادرة ايران إلى سلطنة عُمان على حد قولها. وبعد سفرها إلى مسقط، العاصمة العمانية، لحق بها محمد سرافراز ، المدير السابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومي المُعين من قبل خامنئي شخصياً, ومعه الوثائق (المذكرات) التي تركتها خلفها في إيران. حيث تقول شهرزاد ان تلك الأوراق وجهاز الكمبيوتر الخاص بها، قد سرقت من سيارتها ، مما جعلها توجه أصابع الاتهام إلى رجال الحرس الثوري، ووافقها الرأي مديرها السابق "محمد سرافراز" الذي أكد ذلك في مقابلة على قناة تلفزيونية. ومن بين التهديدات التي نشرتها شهرزاد، هي "فضح مجتبى خامنئي وأعماله غير القانونية، كتجارة الأسلحة وغيرها من المعدات الذي تدر له أرباحاً هائلة، والتي يودع معظمها في مصارف المملكة المتحدة " كما تقول. وفي ردها عن سبب نفيها إلى عُمان تحديداً، بدلاً من محاولة اعتقالها أو إنهائها كلياً على سبيل المثال، تقول شهرزاد : " كانت لدي تأشيرة عمل في سلطنة عُمان والتي كانت ستنتهي خلال عام، كما أنهم كانوا على علم بحساباتي ورصيدي في البنك، ربما فكروا بانني سأضطر إلى مغادرة عُمان إلى تركيا، ومن هناك تسهل عملية التخطيط لقتلي بعيدا عن إيران، لإبعاد الشكوك عن أنفسهم". ليس واضحاً سر مخاطرة "محمد سرافراز " ودفاعه العلني عن شهرزاد التي تهدد أعلى الجهات. لكن شهرزاد ترجّح، سبب عدم خشية "سرافراز" من الدفاع عنها وانتقاد الحرس الثوري من داخل إيران إلى علاقته القوية مع المرشد الأعلى الذي باستطاعته تغيير مجرى الأحداث بكلمة واحدة منه.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *