حرس ثوري ام عش جواسيس؟
عصى النظام , ومنفذ مخطط مايسمى بتصدير الثورة الايرانية, الذي بات مدرج على رأس قائمة المنظمة الارهابية العالمية , اصبح يشكل الاداة الاكبر في هدم الدولة والنظام على حدِ سواء.
التقارير و التصريحات الرسمية الصادرة عن مسؤولين كبار في وزارة الاستخبارات بشأن الكشف عن شبكات تجسس تعمل لصالح اجهزة استخبارات دولية تكاد لا تتوقف , و مع كل الاعلان عن كشف شبكة تجسس جديدة, ترد اسماء ضباط كبار يشغلون مناصب قيادية في مراكز مهمة في الحرس الثوري .
وفي خضم سلسلة الفضائح المتتالية التي اخذت تعصف بجهاز الحرس الثوري, ظهر مؤخرا اسم العميد الحرسي " محمد تولائي" ليضاف الى قائمة ضباط الحرس الثوري المعتلقون حاليا في العنبر الخاص بالحرس الثوري في سجن ايفين بتهمة التجسس لصالح اجهزة استخبارات اجنبية. ومنهم على سبيل المثال لالحصر: - العميد "مصطفى ربيعي" مساعد رئيس جهاز الرقابة والتفتيش في الحرس الثوري , و"العميد علي نصيري" قائد لواء الحمايات الخاصة في الحرس الثوري , وقادة عسكريون اخرون.
في نيسان عام 2018 كشف مسؤول امني اسرائيلي عن تفاصيل عملية نفذها الموساد في ايران و صادر خلالها نصف طن من الوثائق حول البرنامج النووي السري الايراني, وادعى فيها ان عملية رصد مكان الوثائق بدأت في فبراير عام 2016 حيث تم حفظ الملعلومات السرية عن البرنامج النووي في ذلك المكان , وخضع للمراقبة الى حين تنفيذ العملية.
العميد " تولائي" الذي يخضع للتحقيق حاليا, متهم بسرقة وثائق سرية تتعلق بالبرنامج النووي وتهريبها الى الخارج بالتعاون مع استخبارات اجنبية , و كان يشغل حين تنفيذ العملية الاسرائيلي , منصب مساعد شؤون التطوير الاستراتيجي للحرس الثوري , ولكنه عزل من منصبه اثر الشكوك التي كانت تحوم حوله من قبل الاستخبارات الايرانية والتي كانت تشك في عمالته لاجهزة استخبارات اجنبية , الامر الذي اكدته فيما بعد دائرة استخبارات الحرس الثوري.
في عام 2018 رفعت وزارة الاستخبارات الايرانية رسالة سرية الى المرشد الاعلى لنظام " علي خامنئي" تخبره فيها عن وجود شبكة تجسس اجنبية متقلقلة في مفاصل الدولة, وان من بين اعضاءها ضباط كبار في الحرس الثوري و مسؤولون في بعض المؤسسة التابعة لمكتب المرشد الاعلى.
و في منتصف ابريل العام الجاري اعلن وزير الاستخبارات الايراني الملا " محمود علوي" ان وزارته رصدت شبكة مؤلفة من 290 جاسوسا يعملون لصالح مخابرات عدة دول غربية , و ان أجهزة الاستخبارات الايرانية نجحت خلال العام الماضي في الكشف عن العشرات من الجواسيس , كان يعملون في مواقع حساسة, على حد زعمه.
- ان وجود الجواسيس في الاجهزة الامنية و العسكرية امر لا تخل منه اي دولة وهو غير مستغرب , ولكن ما يثير الاستغراب هي الاكاذيب و الوقاحة التي يمارسها قادة الحرس الثوري للتغطية على فضائحهم و تضليل الشعوب الايرانية.
الأحد, 8 يونيو 2025
