الأحد, 8 يونيو 2025

ازمات نظام الملالي وآفاق السقوط

218 مشاهدة
منذ 5 سنوات
ازمات نظام الملالي وآفاق السقوط من ما لا شك فيه ان النظام الايراني يواجه ازمات جمة ,و تزداد تأزما يوما بعد يوم....فماهي هذه الازمات ؟... انها ثلاثة ازمات هدامة: نقمة الشعوب الإيرانية، والازمة مع المجتمع الدولي, وازمة الصراع الداخلي للنظام نفسه. فالمشكلة الاولى تتمثل في ان الشعوب الإيرانية اصبحت شعوب ناقمة فقد ضاقت ذرعًا بممارسات النظام وباتت نقمتها تشبه الجمرة تحت الرماد. فالفقر والجوع دفع بقطاعات واسعة من ابناء المجتمع الايراني للبحث في النفايات لكسب لقمة عيش، كما وصل الحال في قطاعات اخرى لبيع الكلى وقرنية العين لكسب قوت اطفالها, وهذا ما تؤكده ملصقات الاعلانات التي تملأ شوارع المدن الكبرى بهذا الخصوص....و كل هذا ضاعف من روح عدم الرضا والتمرد و افقد النظام شرعيته وهيبته في عيون ابناء الشعوب الايرانية بعد ان كان يستند إلى الخداع والتورية والتدليس باسم الدين والشعارات المزيفة باسم الدفاع عن مكتسبات الثورة ، ونصرة المستضعفين لكسب التأييد والشرعية. اما الازمة الثانية :, فهي تتعلق بازمة العلاقات الدولية لايران, فهناك ثلاث ضربات رئيسية تلقاها نظام الملالي بهذا الخصوص. اولها::انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مما جعله يفقد ضمان البقاء، لأن ورقة السلاح النووي تعني له ضمان البقاء ، والاستمرار في مواصلة تصدير مشروعه المعروف عبر نشر الإرهاب وخلق الصراعات الداخلية في دول المنطقة. ثانيا:: الحظر المفروض على تصدير النفط و مشتقاته، والذي كان المصدر المالي الرئيسي للنظام الايراني للحفاظ على سلطته وتطوير مشروعه النووي وتوفير الأسلحة وتمويل ميليشياته الإرهابية. ثالثا:: إدراج أهم عامل في حماية نظام الملالي والعمود الفقري للحفاظ عليه , وهي قوات الحرس الثوري , في قائمة الارهاب. كما ان القمم الثلاثة الأخيرة في مكة المكرمة قد زادت من عزلت ايران على الصعيدين الدولي والإقليمي. فالقرارات النهائية للقمم الثلاثة التي أدانت النظام الملالي لإذكائه الحروب في المنطقة تعد صيغة لتحالف ضد هذا النظام، سواء في المنطقة أو في العالم, مما تساهم في اتخاذ العالم موقفًا حاسمًا ضد النظام. ... اما الازمة الثالثة و التي بات يعاني منها نظام الملالي بشدة,, فهي تتمثل في صراع الاجنحة , فلا يمر يوما الا ويكون هناك حدثا كبيرا يحصل في ايران من جراء هذا الصراع الذي اخذ في الاونة الاخيرة اشكالا و ابعادا خطيرة جدا, فحوادث الاغتيالات, والاعتقالات بتهم التجسس للاجنبي, والاقصاء عن المناصب, والكشف عن فضائح الفساد , ومافيا غسيل الاموال وغيرها من الحوادث الاخرى كلها من ضمن الادوات التي باتت شائعة في حرب التصفيات بين اجنحة نظام الملالي. لقد بات نظام الملالي محصور بين عدة ازمات , فكل خطوة يتخذها تجلب عليه مجموعة متنوعة من المخاطر.... فإذا دخل في مفاوضات مع الغرب، فينبغي عليه التوقف عن مشروع صنع السلاح النووي و تطوير الصواريخ الباليستية ونشر الارهاب والحروب في المنطقة, ,,, و إذا استمر في ذلك ، فعليه مواجهة المجتمع العالمي وسيواجه خطر الحرب. وداخليا اذا بقي معتمدا على حملات القمع لاسكات الشعوب ، فسيواجه انتفاضة عارمة لن تبقي عليه، وإذا أراد حل الأزمة ، فليس لديه امكانيات مالية لاصلاح ما افسده طوال الاربعون عاما الماضية , فاذا اعتمد سياسة الانفق على البناء الداخلي, حينها لم يعد قادرا على الانفاق على الجماعات والمليشيات الارهابية التي تمثل ادوات مشروع التوسعي.. وعندها سوف يفقد نفوذه الاقليمي والدولي .

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *