إن انتشار الإدمان، خاصة بين صغار السن من الذكور والإناث والطلاب يعتبر من بين مجموعة الكوارث المخزية التي تسبب بها نظام الملالي.حيث تفيد الإحصاءات التي قدمتها الجهات الحكومية إن هناك أكثر من مليونان وثمنمائة الف مدمن في إيران،اضافة الى من يطلق عليهم تسمية , هواة تعاطي المخدرا, وعددهم مليون وستمائة الف فردًا، ليصبح إجمالي عدد المتورطين في الإدمان اربعة ملايين وخمسمائة الف مدمنًا....
ومن المؤكد أن الإحصاءات المقدمة من قبل الجهات غير الحكومية حول تعاطي المخدرات وعدد المدمنين تفيد أن العدد أكثر من ذلك بكثير، لأنه قد تم تقليص الإحصاءات التي قدمتها المؤسسات والهيئات الحكومية للمسؤولين....
وفيما يتعلق بتقزيم عدد الأزمات الاجتماعية، ومن بينها كارثة إدمان المخدرات ،فقد اعترف وزير الداخلية الايراني عبدالرحمن فضلي في 25 أغسطس الماضي في تصريح ادلى به "لقناة خبر الفضائية" قائلا ، أننا دائمًا كنا نتستر على حقائق الأضرار الاجتماعية في بلادنا، فعلى سبيل المثال، عندما ذهبت يومًا إلى مقر مكافحة المخدرات واجهت سلسلة من الأرقام والقضايا التي لم تُطرح في المجتمع من قبل على الإطلاق....
و من جانبها ايضا فقد قالت النائبة السابقة في البرلمان الايراني, زهرا سعيدي، في لقاء لها في قناة خبر في 19 أغسطس 2020: " يعتقد الخبراء الاجتماعيون والمختصون إن الحجم الحقيقي لانتشار المخدرات يشير إلى أن عدد المدمنين الحقيقيين في المجتمع الايراني يبلغ حوالي 5 مليون فرد ....
عضو برلماني ايراني سابق يدعى" حسن نوروزي" صرح في 13من أغسطس للقناة الثانية في التلفزيون الايراني قائلا : إن عدد المدمنين يبلغ 5 ملايين مدمن، ولكن المسؤولون يقولون إن عددهم 4 ملايين، ولكن عندما تتجول في ساحة وميادين العاصمة طهران , كميدان شوش و ميدان "بارك هراتي" وفي الأزقة المحيطة بها وفي مقابر شهريار, يمكنك أن تدرك حجم عددهم الكبير"...
في تقريره عرضه التلفزيون الرسمي الايراني مؤخرا حول هذه الكارثة الاجتماعية قال فيه : "إن المخدرات سلعة مادية متوفرة بمقدر وفرة المياه ورخص الخبز ، وتورط فيها الكثير من الناس , فيكفي أن يكون لديك رغبة في الحصول على المخدرات لتحصل على أي نوع تريده في غضون بضع دقائق بمجرد اتصال هاتفي, ووجودك في أي مكان في المدينة لا يمثل مشكلة لهم على الإطلاق في توفير المخدرات لك في مدة تتراوح بين 3 إلى 5 دقائق، حيث تنتشر أوكار توفير المخدرات في كل مكان في طهران...
والجدير بالذكر أن أسعار جميع السلع التي يحتاجها الناس تضاعفت خلال السنوات القليلة الماضية بمقدار يربو عن 10 مرات، إلا أن أسعار المخدرات لم ترتفع قط، بل تراجعت أيضًا.
وحول تراجع أسعار المخدرات، بحسب ما ورد في التقريرالذي بثه التلفزيون الرسمي في بداية اغسطس الماضي , إن سعر الجرام الواحد من المخدرات كان في السابق 200,000 تومان, وذلك في عام 2003 أو 2004، ولكن انخفض سعره الآن إلى 40,000 تومان فيما تضاعفت أسعار الأشياء الصغيرة جدًا بمقدار 7 أو 8 أو 10 مرات....
أن نظام الملالي يستفيد قدر المستطاع من تفشي الإدمان بين الإيرانيين، ولا سيما الشباب، بوصفه سلاح منيعًا في مواجهة انتفاضة الشعوب, فهذا النظام اللاإنساني يعتبر الإيرانيين، ولاسيما الشباب عدوًا وخطرًا يهدد وجوده لذلك خصص جزءًا من تجارة المخدرات للداخل الإيراني، فيما تم تخصيص الجزء الآخر للتصدير ...
فبعد هذا ما هو الفرق بين خامنئي وزعيم عصابة المخدرات الكولومبي بابلو اكسوبار ؟...
الخميس, 21 نوفمبر 2024