هل توجه إسرائيل ضربة لإيران؟
لقد اعتادت وسائل الاعلام العربية والعالمية بين الحين والآخر اثارة الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية لإيران، ورغم حدوث توترات عديدة بين الطرف الاسرائيلي والإيراني الا ان الضربات العسكرية التي توقعتها وسائل الاعلام وشرحها المحللين السياسيين والخبراء العسكريين لم تحدث لحد الان وبقيت على مدى العقود الماضية مجرد تكهنات لا غير..
رغم تواصل الضربات العسكرية الإسرائيلية للميليشيات الموالية لطهران في الشام والعراق وقتل عددا من عناصر الحرس الثوري المساندة لتكل المليشيات، بالإضافة الى عمليات الاغتيال التي تستهدف ضباط في فيلق القدس والاستخبارات الحرس الثوري وخبراء في المشروع النووي الإيراني في داخل إيران، الا ان الضربات العسكرية الحقيقة التي يتوقعها السياسيون والمحللون الاستراتيجيون لم تحدث بعد فهل تذهب إسرائيل الى فعلها؟
فماهي السيناريوهات التي يتوقعها المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين للضربات الاسرائيلية المحتملة،وهل تستطيع إسرائيل منفردة تنفيذها ام سوف تشاركها أمريكا في ذلك؟..
يرى الخبير الاستراتيجي العسكري الأردني، اللواء فايز الدويري، ان الضربة العسكرية الإسرائيلية إذا ما تمت فهي لا تختصر على المنشآت النووية وانما سوف تكون هناك ضربات لمنشآت أخرى، ويرى ان إسرائيل لا تستطيع تنفيذ ضربة عسكرية منفردة دون مساعدة تقنية وتقديم غطاء وضوء اخضر من الولايات الامريكية المتحدة لكون بعض المنشآت النووية الإيرانية تقع في عمق الجبال وتحتاج الى ام القنابل، بالإضافة الى حاجتها الى تقنيات عسكرية أخرى وهي غير موجودة لدى إسرائيل..
يؤكد الخبير الاستراتيجي الأردني انه قد تم وضع أربعة سناريوهات من قبل البنتاغون الأمريكي لهجوم شامل يغطي ألف هدف تتم على شكل موجات متلاحقة لمدة قد تمتد لثلاثة أيام. واما السيناريو الثاني، نقلا عن قائد القيادة المركزية الوسطى، الجنرال ماكنزي، فانه يتحدث عن تحديد خمسمائة هدف، اما السيناريو الثالثة فانه يتحدث عن ثلاثمائة هدف، اما السيناريو الرابع فهي ضرب وقائية توجه للمنشآت النووية الايرانية وهذه الضربات قد تنفذها أمريكا منفردة او بالاشتراك مع إسرائيل..
رغم التحشيد العسكري من الجانبين والذي تخلله منورات عسكرية على مستوى عال جدا والتي تضمنها التدريب على عمليات تزود الوقود في الجو والتدريب على استهداف المنشآت الحساسة والصعبة الا ان هناك رأي آخر للمحللين السياسيين فهم يعتقدون ان الولايات المتحدة الامريكية تفضل الخيار السياسي على الخيار العسكري وتعمل جاهدة على امتصاص غضب إسرائيل من خلال التدريبات العسكرية المشتركة والتهديدات الكلامية الموجهة لطهران..
فما بين العصى الإسرائيلية والجزرة الامريكية يبقى النظام الايراني يواصل مشروعه العسكري على حساب سعادة وحرية وكرامة أبناء الشعوب الإيرانية أولا، وعلى حساب امن وسلامة واستقرار المنطقة ثانية. فهل ينجح الرهان الأمريكي على الحل السياسي في وقف عبث نظام طهران بالأمن الإقليمي، ام سوف تلجئ اسرائيل منفردة باستخدام خيار القوة لأنهاء التغطرس الإيراني؟ ..