السبت, 27 يوليو 2024

من سير الخالدين :القائد الاسلامي مجزأة بن ثور السدوسي وفتح تستر الاحوازية

من سير الخالدين :القائد الاسلامي مجزأة بن ثور السدوسي وفتح تستر الاحوازية

591 مشاهدة
منذ 11 شهر

من سير الخالدين

مجزأة بن ثور السدوسي وفتح تستر الاحوازية

تسترهي مدينة احوازية وبها قلعة حصينة تسمى ذات السلاسل، تحصن بها الهرمزان وحاصرها الجيش الإسلامي بقيادة أبي موسى الأشعري مدة طويلة تصل لثمانية عشر شهراً انتهت بفتح تستر في سنة 17 للهجرة النبوية الشريفة..

كان بين القلعة الحصينة والجيش الإسلامي خندق من الماء كالشلالات تجرف من يتجرأ أن يقتحمها..

طيلة هذه الفترة كان الفرس يخرجون للجيش الإسلامي ويتقاتلون حتى يشتد القتال فتنسحب القوات الفارسية الى داخل حصنيها المنيع، حصن تستر.

بينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور «تستر» العظيم، يفكر في طريقة اقتحامه، سقط أمامه سهم، فنظر فيه، فإذا فيه رسالة تقول: لقد وثقت بكم معشر المسلمين، وإني أستأمنكم على نفسي ومالي وأهلي ومن تبعني، ولكم عليَّ أن أدلكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة..

فكتب أبو موسى أماناً لصاحب السهم، وقذفه إليه بالسهم. فاستوثق الرجل من أمان المسلمين، وتسلل إلي جيش المسلمين تحت جناح الظلام، وأفضى لأبي موسى بحقيقة أمره فقال: فأعطني إنساناً يتحلى بالجرأة والعقل، ويكون ممن يتقنون السباحة حتى أرشده إلى الطريق الذين تنفذون منه الى تستر..

أرسل أبا موسى الأشعري مع الرجل الفارسي مجزأة بن ثور السدوسي، وأوصاه أن يحفظ الطريق، وأن يعرف موضع الباب، وأن يحدد مكان «الهرمزان..

مضى مجزأة تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي، فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة، فكان النفق يتسع تارة حتى يتمكن من الخوض في مياهه وهو ماشٍ على قدميه، ويضيق تارة أخرى حتى يحمله على السباحة حملاً، حتى بلغ به المنفذ الذي ينفذ منه إلى المدينة، وأراه الفارسي «الهرمزان»، والمكان الذي يتحصن فيه..

عاد مجزأة الى أبي موسى وأخبره بما جرى، فأعد أبو موسى ثلاثمائة من أشجع جند المسلمين، وأقدرهم على السباحة وأمَّر عليهم مجزأة بن ثور، وجعل التكبير علامة على دعوة جند المسلمين لاقتحام المدينة...

مضى مجزأة برجاله في آخر الثلث الأول من الليل بعد أن امرهم أن يتخففوا من ملابسهم ما استطاعوا حتى لا تحمل من الماء ما يثقلهم، و. وظل مجزأة بن ثور وجنده يصارعون عقبات هذا النفق الخطير، ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة وجد مجزأة أن النفق قد ابتلع مئتين وعشرين رجلاً من رجاله، وأبقى له ثمانين منهم فقط..

ما أن وطئت أقدام مجزأة وصحبه أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم، وانقضوا على حماة الحصن، فأغمدوها في صدورهم. ثم فتحوا الأبواب وهم يكبرون، فتلاقى تكبيرهم من الداخل مع تكبير إخوانهم من الخارج، وتدفق المسلمون على المدينة عند الفجر، ودارت معركة ضروس..

فيما كانت المعركة قائمة على قدم وساق، أبصر مجزأة بن ثور «الهرمزان» في ساحها، فاتجه نحوه، فوثب كل من مجزأة والهرمزان بسيفيهما فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضية، فخر البطل مجزأة صريعاً على أرض المعركة، وواصل جند الاسلام القتال، حتى كتب الله لهم النصر، ووقع الهرمزان في أيديهم أسيراً..

كان مجزأة بن ثور السدوسي بطلا من أبطال الإسلام الذين ساهموا في فتح الأحواز من الاحتلال الفارسي، فكم نحن اليوم بحاجة لأمثال مجزأة؟

 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *