الأحد, 22 ديسمبر 2024

عمائم وجرائم – الحلقة الاولى-جريمة قتل الميرزا الاخباري

2092 مشاهدة
منذ 5 سنوات
عمائم وجرائم – الحلقة الاولى-جريمة قتل الميرزا الاخباري ان تعدد الفرق والحركات الشيعية الامامية المنتناحرة خلّف صراعات دامية اودى بحياة مراجع كبار من الطائفة , ناهيك عن العديد من صغارها...وكل ذلك كان بسبب فتاوى التفسيق والتكفير التي صدرت من قبل زملائهم مراجع الطائفة ذاتها. - الميرزا محمد الاخباري.. واحد من ابرز مراجع الطائفة الامامية الذي قتل بفتوى من زميله المرجع الشيعي "موسى بن جعفر كاشف الغطاء". - كان ميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيسابوري , المشهور بالأخباري, والذي ولد في الهند سنة (1178 هـ ) قد ثم تزعم الفرقة الاخبارية التي نشأت ابتداء من سنة 985 هـ واحدثت شرخا عميقا وداميا في الطائفة الشيعية الامامية وقمستها الى فرقتين , فريق يسمى الاخبارية , وهم من يرفضون التقليد و بعض قواعد اسنباط الاحكام الشرعية , ومنها العقل والاجماع ,,, وفريق اخر يسمى الاصولية وهم من اوجب التقليد والاخذ بالعقل والاجماع كمصادر للاستنباط والتشريع . - يرى الاخباريون ان الاصوليين الشيعة اخذوا "علم الاصول" من اهل السنة, فهو علم احدثه الامام الشافعي احد ائمة المذاهب السنية الاربعة و هذا مخالف لعقيدة الشيعية ,على حد قولهم. - اعتمد الحكم الصفوي على الاخباريين وقام بدعم وتكريس الفرقة الاخبارية والاستفادة منها لربطها بالعجلة السياسية ، وبعد ان تتمكنت من تكريس وجودها في بلاد فارس تكرست في البحرين والاحساء والقطيف، ثم انطلقت الى العراق وكرست وجودها في كربلاء ، وازدهرت وانتعشت فيها قبل ان تنحسر بالتدريج بفعل المواجهة مع الاصولية التي تزعمها المرجع الشيعي الايراني محمد باقر المشهور بالوحيد البهبهاني, في القرن الثاني عشر الهجري. - لم يغب دور القوى الاستعمارية في الصراع الذي وقع بين الفرقة الاخبارية ,الموالية للسلطة القاجارية المدعومة من فرنسا, والتي ترفض قيام اي ثورة او دولة دينية قبل ظهور المهدي المنتظر من جهة , وبين الفرقة الاصولية المدعومة من بريطانيا والتي تؤمن بتغيير الحكم عن طريق الثورة الجماهيرية. - كان الميرزا محمد الاخباري الذي انتقل من الهند الى العراق, يعيش في مدينة الكاظمية , وكانت له صلاة قوية بالمملكة القاجارية في بلاد فارس . وبالمقابل كان الشيخ "موسى بن جعفر كاشف الغطاء" يتزعم مرجعية حوزة النجف التي تمثل الفرقة الاصولية انذاك , ومع اشداد الصراع بينهما سافر الميرزا الاخباري الى طهران للاستعانة بالشاه القاجاري ضد الاصولية ولكنه لم يفلح في ذلك , ثم عاد الى العراق ليلاقي حتفه سنة - 1233 هـ) في عملية دامية بعد ان جرى الهجوم على منزله مدينة الكاظمية من قبل اتباع المرجية الاصولية وتم قتله وولده وعددا من تلاميذه وجرى قطع رأسه والتمثيل بجثته...وذلك على اثر الفتوى التي اصدرها ضده غريمه الشيخ موسى كاشف الغطاء , و التي جاء فيها ما يلي : «يجب على كل محب وموالي أن يبذل في قتله النفس والمال، وإلا فلا صلاة ولا صيام له، وليتبوأ من جهنم منـزله». - دفعت هذه الجريمة بمن تبقى من ابناء واحفاد الميرزا الاخباري في الهروب الى محافظة "ذي قار " في جنوب العراق للعيش في المستنقعات المائية المسمات بالاهوار , و خشية من التعرض للملاحقة والقتل من قبل اتباع المرجع موسى كاشف الغطاء,قام آل الاخباري بتغيير اسم عائلتهم من, الاخباري, الى عائلة آل جمال الدين. - جدير بالذكر ان الشاعر العراقي المعروف "مصطفى جمال الدين" هو من احفاد الميرزا محمد الاخباري الذي قتل بفتوى زميله كاشف الغطاء . علما انه الى اليوم لا يعرف للميزرا الاخباري قبرا, فهناك من يقول ان جثته قد جرى حرقها وهناك من يقول انها رميت في نهر دجلة, واخر يقول انها قطعت ورميت للكلاب.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *