الجمعة, 26 ديسمبر 2025

سجون إيران مختبرات للرعب والمعتقلون رهائن

65 مشاهدة
منذ أسبوع

سجون النظام الإيراني: “مختبرات للرعب”  والمعتقلون “رهائن”

في كشف مروع عن خبايا منظومة القمع، أظهرت تقارير حقوقية أن النظام الإيراني لا يتعامل مع السجناء السياسيين كمعارضين يخضعون لأطر قانونية أو قضائية، بل يعتبرهم “رهائن” في حرب شاملة يشنها ضد المجتمع الإيراني بأسره. وتؤكد الشهادات أن السجون، من “إيفين” و”قزل حصار” الشهيرين إلى “فشافويه” و”لاكان” في رشت، قد تحولت إلى ما يشبه “مختبرات للقمع”، حيث يتم اختبار وتطبيق أساليب التدمير الجسدي والنفسي بشكل منهجي، ليس لكسر السجناء فحسب، بل لترهيب عائلاتهم والمجتمع بأكمله .

السجون كأدوات للحكم بالرعب

في ظل حكم الملالي، لم تعد السجون مؤسسات عقابية بالمفهوم التقليدي، بل أصبحت ركائز أساسية لقوة الدولة وأدوات رئيسية لفرض الخوف السياسي. تعمل مراكز الاحتجاز كأذرع ممتدة للجهاز الأمني للنظام، مصممة لفرض الصمت، وردع الاحتجاجات، وسحق أي مقاومة منظمة.

التعذيب الهيكلي: حياة بلا كرامة

تدهورت الأوضاع داخل العديد من سجون النظام إلى مستوى يمكن وصفه بـ “التعذيب الهيكلي“. يُحتجز السجناء في زنازين انفرادية ضيقة تفتقر للأسرّة أو المراحيض، بينما تصل الأجنحة المكتظة إلى مستويات خانقة .

ويتم تقييد الوصول إلى مياه الشرب النظيفة والغذاء الكافي والهواء النقي بشكل متعمد. وتترافـق هذه الظروف القاسية مع استجوابات عنيفة، وضرب مبرح، وإساءات لفظية منهجية – تشمل الإذلال الديني والجنسي – تهدف إلى تحطيم الكرامة الإنسانية وإجبار السجناء على الإدلاء باعترافات كاذبة أو التخلي علناً عن المقاومة. ما يحدث ليس انتهاكات فردية معزولة، بل هو نظام منسق يعمل بنية مؤسسية كاملة لتحطيم الأفراد.

الإهمال الطبي: سلاح “الموت البطيء”

يستخدم النظام الإيراني الحرمان المتعمد من الرعاية الطبية كشكل من أشكال “التعذيب البطيء“. يُحرم العديد من السجناء السياسيين الذين يعانون من أمراض خطيرة في القلب أو الجهاز التنفسي أو أمراض مزمنة من الأدوية والعلاج في المستشفيات عمداً.

يتم تجاهل الطلبات الطبية المتكررة، أو السخرية منها، أو الرد عليها بمزيد من الضغط والتهديدات. وعملياً، تعادل هذه السياسة إصدار “أحكام إعدام” خلف الجدران، تُنفذ تدريجياً وبصمت دون أحكام قضائية أو أعواد مشانق.

النساء في مرمى الاستهداف المزدوج

تواجه السجينات السياسيات طبقة إضافية من القمع . فإلى جانب التعذيب الجسدي والنفسي، يتعرضن لإذلال ممنهج قائم على النوع الاجتماعي وابتزاز مستمر عبر تهديد أطفالهن وعائلاتهن.

يُستخدم النفي القسري للسجينات إلى سجون نائية بعيداً عن ديارهن كسلاح عقابي لقطع التواصل العائلي وتعميق العزلة. وتتحدث الشهادات عن سنوات من السجن دون يوم واحد من الإجازة، وحبس انفرادي طويل الأمد، واستجوابات ليلية متكررة، تهدف جميعها إلى إجبارهن على الخضوع أو التعاون مع أجهزة القمع.

سجون “فشافويه” و”لاكان”: الوجه البشع للنظام

في سجون مثل “فشافويه” و”لاكان” في رشت و”خورين”، يظهر الوجه الحقيقي للنظام بشكل أكثر وضوحاً. أدى النقص الحاد في النظافة إلى انتشار الأمراض المعوية والجلدية.

يُجبر السجناء على العمل القسري، ويتم دمج المعتقلين السياسيين عمداً مع المجرمين الجنائيين العنيفين لزيادة الترهيب والخطر على حياتهم. ويصف سجناء سابقون هذه المرافق بأنها أماكن انعدم فيها القانون والأمل، وتتميز بالضرب الجماعي، وجلسات التعذيب الليلية، والتعرض للبرد القارس أو الحرارة الخانقة كأشكال للعقاب الجماعي.

من السجن إلى المشنقة: “الخيار الثالث” هو الحل

ترتبط سياسة السجون هذه ارتباطاً وثيقاً بموجات الإعدام الواسعة التي ينفذها النظام، والتي غالباً ما تتلو الاحتجاجات الوطنية كأداة للترهيب الجماعي.

ومن منظور المقاومة الإيرانية، لا يجب التعامل مع هذه الجرائم كانتهاكات معزولة، بل كسياسة منهجية ترقى إلى مستوى “الجرائم ضد الإنسانية”. وتطالب المقاومة بإحالة ملف سجون النظام وانتهاكاته إلى مجلس الأمن الدولي، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تملك حق الوصول غير المقيد للسجون.

وفي الختام، تؤكد المقاومة أن دورة القمع هذه لن تنتهي طالما بقي الجناة في السلطة. ولذلك، تطرح المقاومة الإيرانية “الخيار الثالث”: لا للحرب الخارجية ولا لسياسة المهادنة، بل إسقاط نظام الملالي الحاكم بيد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، يعقبه محاكمة جميع المسؤولين عن التعذيب والإعدامات.

 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *