الأحد, 22 ديسمبر 2024

حرب الناقلات بين طهران وتل ابيب

125 مشاهدة
منذ 3 سنوات

في 10 مارس/آذار 2021، تم استهداف باخرة إيرانية في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط بقذيفة متفجِّرة، فاندلعت على إثرها النيران واحترقت الباخرة. وذلك للحيلولة دون تهريب النفط الإيراني إلى سورية، ومن ثـمّ توفير الأموال لحزب الله اللبناني، وذلك بحسب ما نقلته مصادر رسمية .وكان مقصد معظم هذه البواخر هو “ميناء بانياس” شمال سوريا.... دراسة نشرتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اشارت إلى أن إسرائيل هاجمت عشرات البواخر الإيرانية في السنة والنصف الماضية فتَسبّبت في خسائر بلغت عدة مليارات من الدولارات لإيران، وذلك لأن سعة كل باخرةٍ مستهدفةٍ هي مليون برميل نفط؛ وارتكازاً على ذلك، تُقدَّر قيمةُ كل حمولة بـ 50 مليون دولار على أقل تقدير.... استناداً إلى تقارير رسمية، كانت هذه البواخر تنطلق بشكل رئيسي من موانئ إيران على الخليج العربي ، فتَعْبر البحر الأحمر وقناة السويس وتصل إلى البحر المتوسط، وبعض البواخر اختارت طريقاً أطول؛ فعَبَرت مضيق جبل طارق وصولاً إلى البحر المتوسط، ومَردُّ ذلك إلى البُعد عن الهجمات المحتملة عليها في البحر الأحمر.... أجهزة الاستخبارات الغربية اكتشفت هذا المسار منذ عام 2018، وعرفت أن هذا التصرف يأتي في إطار الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على كلٍّ من إيران وسوريا .بدورها أدركت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أيضاً أن هذا الطريق الجديد الذي عثرت عليه إيران لـمَدِّ حزب الله اللبناني بالمال؛ ووصول النفط الإيراني الـمُهرَّب إلى النظام السوري..... تقول المصادر المطلعة، من المرجَّح أن تكون بعض هذه الحملات قد تمت من خلال التخريب داخل البواخر بدلاً من قصفها بالقذائف والصواريخ، وإن درجة الخسارة في بعض الحملات كانت كبيرةً إلى درجةٍ لا تَعود معها الباخرةُ قابلةً للإصلاح، فيضطر أصحابها إلى سحبها إلى الشواطئ الإيرانية. وتُردِف المصادر قائلة أنّ أياً من هذه الحملات الإسرائيلية لم تؤدِّ إلى مقتل الطاقم العامل في البواخر أو إغراقها أو إلى الأضرار البيئية.... يشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية في الماضي عادةً ما تتم من خلال دخول الكوماندوز إلى سطح الباخرة والتحكم بقيادتها.حيث كانت هناك حالاتٍ متعلقةً بالبواخر الحاملة للسلاح الإيراني المتوجهة إلى لبنان والى حماس في غزة؛ كان منها على سبيل المثال الهجمات على بواخر “كارين آ” في 2001، و“فرانكوب” في 2009، و“كلوس سي” في 2014. على الجهة المقابلة تشير المصادر المطلعة إلى حالتين انتقاميتين قامت بهما إيران؛ الحالة الأولى كانت في بحر عمان في 25 فبراير/شباط الماضي حيث تعرضت الباخرة “هليوس ري” للإصابة بقذيفة انفجارية، ما أدى إلى إحداث حُفَرٍ داخلها. اما الحالة الثانية فقد وقعت في يوم الـ25 من مارس المنصرم حيث تعرضت سفينة شحن مملوكة لشركة إسرائيلية مقرها ميناء حيفا، لهجوم بصاروخ في بحر العرب لكنها تمكنت من مواصلة رحلتها عقب الهجوم. ... مسؤول أمني إسرائيلي أكد لوكالة انباء رويترز إصابة السفينة التي كانت ترفع علم ليبيريا، بصاروخ أحدث بها أضرارا، في ما يشتبه أنه هجوم إيراني كما قال،من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.... في نهاية المطاف، يستنتج المراقبون أن حملات إسرائيل البحرية ضد تهريب النفط الإيراني إلى سوريا، وكذلك منع إيران من إرسال السلاح إلى حزب الله والمليشيات الإرهابية، علامةٌ على نجاح الهجمات البحرية الإسرائيلية في مواجهة ايران....

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *