الخميس, 19 سبتمبر 2024

تبادل الاحتلال|إيران تلتهم العراق بعد أن استلمته من أمريكا

195 مشاهدة
منذ 7 سنوات
كتب مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في بغداد، تيم أرانغو، أنه مع الاقترب من أي سوق في العراق يمكن ملاحظة الرفوف مُعبأة بالبضائع من إيران، والبرامج المتعاطفة مع إيران تكاد تغمر القنوات العراقية. ومن المرجح أن الأسمنت والطوب في أي مبنى جديد يُؤتى بهما من إيران. وحتى المخدرات التي يستهلكها شباب عراقيون تُهرب عبر الحدود الإيرانية التي يسهل اختراقها. في جميع أنحاء البلاد، تعمل الميليشيات التي ترعاها إيران بجد لإنشاء ممر لنقل الرجال والبنادق إلى القوات التي تقاتل بالوكالة في سوريا ولبنان. وفي أروقة السلطة في بغداد، فإن كبار المسؤولين في الحكومة العراقية زكتهم القيادة الإيرانية أو دفعتهم دفعا. عندما غزت الولايات المتحدة العراق قبل 14 عاما للإطاحة بصدام حسين، رأت العراق بمثابة حجر الزاوية المحتمل لشرق أوسطي جديد، وقد صُبت كميات هائلة من الدم والأموال في الاحتلال. لكن من اليوم الأول، رأت إيران شيئا آخر: فرصة لتحويل عراق إلى دولة عميلة، وهو العدو السابق الذي خاضت ضده حربا في الثمانينيات من القرن الماضي. وإذا نجحت في هذا، فإن العراق لن يشكل مرة أخرى تهديدا، ويمكن أن يكون بمثابة أرضية انطلاق لنشر النفوذ الإيراني في المنطقة. في تلك المسابقة، وفقا لتقديرات الكاتب، فازت إيران وخسرت الولايات المتحدة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، ركز الأمريكيون على المعركة ضد "تنظيم الدولة" في العراق، وأعادوا أكثر من 5000 جندي إلى البلاد، وساعدوا على إجبار مسلحين "داعش" من الخروج من الموصل ثاني أكبر مدن العراق. لكن إيران لم تغب مهمتها عن بالها: السيطرة على جارتها، بحيث لا يمكن للعراق أن يهددها مرة أخرى عسكريا، وأن يستخدم البلاد في مشروع السيطرة على ممر من طهران إلى البحر المتوسط. وقد أدت هيمنة البلاد على العراق إلى زيادة التوترات الطائفية حول المنطقة، لكن العراق ليس سوى جزء من مشروع توسعة إيران، كما إنها استخدمت القوة الناعمة والصلبة لتوسيع نفوذها في لبنان وسوريا واليمن وأفغانستان، وفي جميع أنحاء المنطقة. وقال الكاتب إن نفوذ إيران في العراق ليس متزايدا فحسب، بل متنوعا أيضا، من شؤون عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية. وفي بعض المراكز الحدودية في الجنوب، لا أثر للسيادة العراقية. وتنتقل موجات المجندين الشباب من الميليشيات إلى إيران دون التحقق من الوثائق. وهم يتلقون تدريبا عسكريا ثم ينقلون إلى سوريا، حيث يقاتلون تحت قيادة ضباط إيرانيين دفاعا عن نظام بشار الأسد. ومن جانب آخر، يقول الكاتب، يقوم سائقو الشاحنات بضخ المنتجات الإيرانية -المواد الغذائية والسلع المنزلية والحبوب غير المشروعة- إلى ما أصبح سوقا مهمة. إيران تدفع لاعتماد المقاييس التي تخدمها في كل مجال من مجالات التجارة، حتى إنها تلتقط القمامة، بعد أن منح مجلس المحافظة هناك العقد لشركة إيرانية خاصة. ونقل الكاتب عن أحد أعضاء المجلس، زهير الجبوري، مأثورا عراقيا: "نحن نستورد التفاح من إيران حتى نتمكن من إعادتها إلى الحجاج الإيرانيين". من الناحية السياسية، فإن إيران لديها عدد كبير من الحلفاء في البرلمان العراقي الذين يمكن أن يساعدوا في تأمين أهدافها. ومكَنها تأثيرها في اختيار وزير الداخلية، عبر ميليشيات ومجموعات سياسية قام الإيرانيون ببنائها في الثمانينيات معارضة لصدام حسين، من السيطرة على تلك الوزارة والشرطة الاتحادية. ولعل الأهم من ذلك، يقول الكاتب، أقر البرلمان قانونا في العام الماضي صنع من ميليشيات الحشد الشيعي طرفا أساسيا دائما في قوات الأمن العراقية. وهذا يضمن التمويل العراقي للمجموعات مع الحفاظ فعليا على سيطرة إيران على بعض من أقوى الوحدات القتالية. وبدأ الآن، مع قرب الانتخابات البرلمانية الجديدة، بدأت الميليشيات الشيعية في تنظيم نفسها سياسيا للمنافسة الضمان المزيد من الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في العراق. وللاستفادة من موجات الأثير، تبث قنوات تلفازية جديدة بأموال إيرانية وترتبط بالميليشيات الشيعية، تغطية إخبارية تصور إيران كما لو أنها حامٍ للعراق والولايات المتحدة مخادعة وتدخلية. (العصر)

** رابط المقال الأصلي:

     

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *