الأحد, 1 ديسمبر 2024

المشروعان «الصهيوني والإيراني» وجهان لعملة واحدة.. والعرب هم «العدو»

1845 مشاهدة
منذ 7 سنوات

>> أكاديمي فلسطيني: مشروع «الوليّ الفقيه» الإيراني يلتقي مع المشروع الصهيوني في إضعاف الأمة وتفتيتها وتمزيقها

>> دراسة لـ«مركز الخليج»: إسرائيل كانت المُصدّر الأول للسلاح إلى إيران خلال الفترة من عام 1980 إلى 1985

>> «صلات تجارية سرية» بين إيران و200 شركة إسرائيلية رغم إنكار كل من طهران وتل أبيب وجود علاقات تجارية بينهما

>> كاتب أمريكي: لا إسرائيل هي «الشيطان الأصغر» حقا.. ولا الإيرانيون هم «النازيون الجدد» كما يزعم الطرفان

خاص – قناة المحمّرة| شريف عبد الحميد: لا جدال أن إيران وإسرائيل «عدوان لدودان» في الظاهر، ولكن بينهما تاريخا طويلا من العلاقات السرية والتعاون المستمر في الخفاء، فلا إسرائيل هي «الشيطان الأصغر» حقا، ولا الإيرانيون هم «النازيون الجدد» كما يزعم الطرفان! ويقول الكاتب الأمريكي - الإيراني الأصل- تريتا بارسي في كتابه «التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية»، إن طهران و تل أبيب ليستا في «صراع أيديولوجي» كما هو مُعلن عنه، مؤكدا أن «الخطاب العدائي» المتبادل بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي في العلن، يُخفي خلفه تاريخا من المصالح المشتركة في منطقة الشرق الأوسط. وذلك لكون المصالح الاستراتيجية بين المشروعين الإيراني والإسرائيلي تتقاطع في أكثر من مفصل وتحكمها البراغماتية «النفعية»، بعيدا عن أي خطاب أيديولوجي مزعوم. ويؤكد «بارسي» أن إسرائيل قامت بتزويد إيران بالسلاح في حربها مع العراق، فقد التقى المسؤولون الإيرانيون بنظرائهم الإسرائيليين في مدينة «زيوريخ» خلال الأشهر الأولى من عام 1981، أي بعد اندلاع هذه الحرب بعام واحد، لإبرام صفقة أسلحة ضخمة، بما في ذلك اتفاق سيسمح للفنيين الإسرائيليين بتدريب الجيش الإيراني في إعادة تجهيز إيران لوجستيا، وتأمين العتاد وقطع الغيار للأسلحة الأمريكية الصنع التي كانت لدى إيران في ذلك الوقت، موضحا أن بعض المستشارين الإسرائيليين زاروا جبهة القتال الإيرانية ليقيموا القدرات العسكرية المتاحة لدى الجيش الإيراني. وفي 7 تموز 1981، قام سرب من ثماني طائرات إسرائيلية من طراز «إف 16» مدعوما بست مقاتلات من طراز «إف 15»، بالانطلاق من قاعدة «عتصيون" لتنفيذ ما عُرف باسم «عملية أوبرا». وكان الهدف من المهمة هو تدمير المفاعل النووي العراقي الذي كان يُشتبه في تطويره أسلحة دمار شامل، وهو ما كان له أثر بالغ على مجريات الحرب العراقية- الإيرانية التي استمرت لمدة 8 سنوات. ولا يحتاج المرء إلى كثير من الفطنة ليلحظ أوجه التشابه الكبير بين المشروع الإيراني الذي يتبناه نظام الملالي الحاكم في طهران، وبين المشروع الصهيوني الذي يحتل فلسطين، بل يكاد المشروعان أن يكونا «صنوين» أو وجهين لعملة واحدة، لكثرة ما بينهما من أوجه شبه لا حصر لها. وفي هذا الصدد، يقول الأكاديمي الفلسطيني د. غازي التوبة إن المتابع لشؤون الأمة، يدرك أن هناك مشروعين لتدمير الأمة وتمزيقها والسيطرة عليها وهما: مشروع الوليّ الفقيه الإيراني الذي يلتقي مع المشروع الصهيوني في إضعاف الأمة، وتفتيتها، وتمزيقها، ويتعاون معه في بعض الأماكن والأحيان. الأول: المشروع الصهيوني، الذي بدأ مخططه منذ نهاية القرن التاسع عشر، والذي أفلح في إسقاط الخلافة العثمانية، ثم في إقامة «إسرائيل»، وما زال يسعى إلى تمزيق الأمة وتفتيتها وإضعافها من أجل أن تبقى «إسرائيل» هي القائدة لدول الشرق الأوسط. والثاني: مشروع الولي الفقيه الإيراني، الذي بدأ منذ أن وصل الخميني إلى الحكم عام 1979، والذي يخطط لنشر المذهب الشيعي، وتحويل الشيعة إلى أكثرية في الأمة. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يلتقي مع المشروع الصهيوني في إضعاف الأمة، وتفتيتها، وتمزيقها، ويتعاون معه في بعض الأماكن والأحيان. إيران وإسرائيل.. العلاقات الخفية كشفت دراسة أعدها «مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية» حول تاريخ العلاقات «الإيرانية- الإسرائيلية»، عن استمرار التعاون بين الجانبين بعد قيام ثورة الإيرانية عام 1979 في العديد من المجالات أهمها التسلح، حيث كانت إسرائيل المُصدّر الأول للسلاح إلى إيران خلال الفترة من عام 1981 إلى 1985. ونقلت الدراسة عن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن إسرائيل حافظت على علاقات «صناعية- عسكرية» مع إيران بعد الثورة، على الرغم من «العداء» الظاهر بينهما، وتم بموجب هذه العلاقات تزويد إيران بـ 58 ألف قناع مخصص للغازات السامة من شركة «شانون للصناعات الكيماوية» الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية. والحقيقة أن لتجارة الأسلحة بين دولة الاحتلال الصهيوني وإيران تاريخ طويل، ممتد منذ أيام الشاه وحتى بعد وصول الملالي إلى الحكم بعد الثورة الإيرانية، ومن أشهر صفقات إسرائيل في بيع السلاح لإيران عام 1986 الصفقة المعروفة بفضيحة «كونترا- إيران»، والتي قامت فيها «إسرائيل» بدور الوساطة من أجل بيع شحنات من السلاح الأمريكي إلى طهران في مقابل الإفراج عن عدد من الأمريكيين المحتجزين في لبنان. وأكدت الدراسة وجود مجموعة من الروابط الاقتصادية التي لم تتوقف بين البلدين، من المال إلى النفط والمواد الغذائية وغيرها من الأمور الاقتصادية، حيث تستورد إيران من إسرائيل بصورة غير مباشرة قطع غيار للمعدات الزراعية، فيما تستورد إسرائيل النفط الإيراني بطريق غير مباشر عبر أوروبا. وذكرت الدراسة أن هناك صلات تجارية سرية بين إيران و200 شركة إسرائيلية رغم إنكار كل من طهران وتل أبيب وجود علاقات تجارية بينهما. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية يبلغ أكثر من 30 مليار دولار، وأن هناك تعاونا اقتصاديا «غير مسبوق» رغم الإعلان الرسمي عن عداوات متبادلة. ومن المعلوم أن الحاخام «يديديا شوفط» المرجع الأعلى ليهود إيران داخل اسرائيل، يرتبط بعلاقات حميمية مع قائد مليشيا «فيلق القدس» الإيراني الإرهابي قاسم سليماني. ويتجاوز عدد يهود إيران في «إسرائيل» 200 ألف يهودي، ولهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة. كما يوجد على الأراضي الإيرانية ما يقرب من 30 ألف يهودي، وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج «إسرائيل ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في الدولة العبرية. «النفاق السياسي» يقول الداعية حامد بن عبد الله العلي إن من أوجه الشـبه بين المشروعين الصهيوني والشيعي «النفاق السياسي»، فالنظام الإيراني يٌظهـر سياسة مسالمة، فيما يُبطن أخـبث النوايا للإسلام، وأهـله، ولبلاد الإسلام، وكذلك الصهاينة، يظهرون أنهم دولة مسالمة تعيش بين وحوش، وهم في حقيقـتهم وحوشُ لا تعيـش إلاّ على دماء الفلسطينيين. ومن أوجه الشـبه بين المشروعين كذلك، وفق العلي": امتلاء التراثين الصهيوني والشيعي باجترار «المظلومية» واستذكار الـدم، فالصهاينة يلطمون "بالحديد والنار سقطت إسرائيل، وبالحديد والنار ستعود إسرائيل"، وفي كل حروبهم يتخيلون الثأر من «الكنعانيين» و«العماليق» أو شعب «الجبارين» أي الفلسطينيين، وكذلك ثقافة النظام الإيراني تعيد وتكرر مشهد المظلومية بدمائه وأشلائه، وصيحـة التنادي بالثـأر. كما أن من أوجه الشبه أيضا: استغلال المال، والجنس، والمخدرات، في سبيل تحقيق مشروع السيطرة والعدوان، ولهذا ظهـر من خلال فضائح شبكات التجسس الإيرانية في الكويت أنهم كانوا يدفعون أموالا طائلة للإيقاع بضعاف النفوس في أجهزة الدولة الأمنية، وأمّا إغراقهم العراق بالمخدرات الإيرانية فلا تخفى منه خافية. ويبدو البُعد العنصري جليا في المشروعين معا، فالمشروع الصهيوني مبني على اعتقاد خرافي مفاده أن اليهود «شعب الله المختار». أما المشروع الشيعي فهو فارسي الهوية، مجوسي النزعة، يقوم على كراهية أهل السنة مذهبيا، كما يعتمد على ازدراء العرب عنصريا، وكراهية الفرس للعرب لا تقل عن كراهية اليهود لهم، ومن العبارات المتداولة شعبيّا عند الإيرانيين الفرس: "العربي في الصحراء يأكل الجراد، بينما كلب أصفهان يشرب الماء البارد"!

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *