الخميس, 21 نوفمبر 2024

مقال قديم يعاد نشره لتطابقه مع الوضع الراهن

الخيانة بالحلفاء سمة النظام الإيراني

159 مشاهدة
منذ شهر

الخيانة بالحلفاء سمة النظام الإيراني بقلم:صباح الموسوي

 شباط/فبراير 13, 2012 623

إن الخيانة بالحليف هي من أبرز صفات نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام كان قد خان جميع شركائه بالثورة الإيرانية؛ سواءً الأحزاب السياسية أو الشعوب

والقوميات غير الفارسية ومراجع الدين وغيرهم، كما إن هذا النظام قد ضحى بالكثير من الحركات والشخصيات العربية والإسلامية التي تحالفت معه تحت يافطات وعناوين إسلامية ثورية، ودفع بها للقيام بعمليات إرهابية لتحقيق مصالح سياسية، لكن مصلحته منها باعها بأرخص الأثمان. والشاهد على ذلك ما حل بصبحي الطفيلي، الزعيم السابق لحزب الله في لبنان، الذي رفض الاستمرار باللعبة القذرة التي تديرها إيران في المنطقة بواسطة حزب الله، كذلك الحال مع حزب النهضة الطاجيكي الذي بيع من قبل إيران بأرخص الأثمان للحكم الشيوعي الحاكم في طاجكستان، وكذلك الحال أيضاً مع ما كان يعرف “بحزب الله الحجاز”؛ الذي جرى تسليم زعيمه هاشم الشخص للحكومة السعودية التي سجنته خمس سنوات ثم أفرجت عنه بمكرمة ملكية. أما ما كان يعرف بحزب الله الكويت؛ فقد تم طرد زعيمه الشيخ عباس بن نخي، وجرى ترحيله إلى سوريا وأغلق مكتبه في مدينة قم، وذلك مقابل صفقة أمنية مع الحكومة الكويتية آنذاك جري بموجبها توقف الجهات الكويتية عن المطالبة بستة من عملاء مخابرات الحرس الثوري الإيراني الذين اشتركوا في المحاولة الآثمة لاغتيال أمير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في عام 1985، وكان هؤلاء العملاء ضمن مجموعة عراقية كانت تعمل مع الحرس الثوري الإيراني ويتزعمها محمد جواد الأسدي، الذي يعرف باسمه المستعار (أبوحيدر الخرمشهري). هكذا ضحى النظام الإيراني بحليفه الشيخ عباس بن نخي وحزبه، والذي قام بارتكاب تفجيرات بمكة المكرمة في حج عام 1989، وألقت السلطات السعودية القبض على المجرمين وكانوا جميعهم ينتمون للحزب المذكور واعترفوا أنهم تلقوا تعليمات من إيران. ولم يقتصر الغدر الإيراني على الحركات التي مر ذكرها وحسب؛ إنما شمل العديد من الحركات العربية والإسلامية الأخرى التي كانت مرتبطة بإيران أو تم إنشاؤها بقرار إيراني، وقد بيعت هذه الجماعات في سوق النخاسين كما تباع الجواري، ومن جملة هذه الحركات حركة “نهضة الفقه الجعفري” الباكستانية، التي كان يقودها السيد ساجد نقوي، وهي في واقعها مليشيا مسلحة أكثر منها حركة ثقافية دينية كما يستوحى من اسمها، وقد صنعتها إيران مقابل الحركات السلفية الباكستانية مثل جيش الصحابة وغيرها، وقد خاضت إيران حرب تصفية حسابات مع بعض خصومها على الأراضي الباكستانية من خلال تلك الحركة، لكن عندما تم التوافق مع الخصوم أوقفت دعمها لحركة “الفقه الجعفري”، وجعلتها عرضة للمذابح على أيدي المتطرفين الباكستانيين وذلك بعد أن تورطت بارتكاب جرائم طائفية بحق المواطنين الباكستانيين الأبرياء إرضاءً لإيران. ولا يمكن أن ننسى ما حل بحزب الوحدة الشيعي الأفغاني، وكيف أن إيران تدعم اليوم حركة طالبان التي أعدمت عبدعلي مزاري زعيم الحزب المذكور، كما يجب أن لا ننسى دور إيران في بيع القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح للموساد الإسرائيلي مقابل تعاون أمني بين الموساد والمخابرات الإيرانية أفضى إلى اعتقال زعيم حركة جندالله البلوشية عبدالمالك ريغي. المثال الآخر هو المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان يسمى الأب الروحي لحزب الله اللبناني ومرشد المقاومة، لكن بين ليلة وضحاها أصبح مغضوباً عليه، واتهم بالارتداد عن خط أهل البيت لمجرد أنه أعلن مرجعية الدينية، فاعتبر ذلك تحدياً لمرجعية علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية. ولوا أردنا أن نعدد قائمة الحركات والشخصيات التي تعرضت لعملية الغدر الإيراني فإنها لا تنتهي بحركة أنصار الإسلام الكردية، وحزب الله التركي والكردي العراقي والفلسطيني وغيرهم، ولا ننسى في العراق كيف أدارت ظهر المجن للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة آل الحكيم، بل وتبنت خصمه السابق حزب الدعوة، وقدمت الدعم لمقتدى الصدر وتياره على حسب المجلس الأعلى وآل الحكيم، والذين قدموا لإيران خدمات لا تعد ولا تحصى. ورغم كل هذا الغدر الذي مارسته إيران مع حلفائها السابقين؛ إلا إنه مازال هناك ممن تغطي أعينهم وبصائرهم عصّابة المصالح الشخصية والطائفية، ويعملون على تبرير السياسية الإيرانية الغادرة، وكأنهم خلقوا من أجل أن يكونوا أبواقاً دعائية للنظام الإيراني لا لكي يحققوا الأهداف التي يعلنونها في بياناتهم السياسية، والتي يتباكون فيها على الإسلام والتشيع ومصالح شعوبهم. لهذا فإن نصيحتنا لأهلنا في البحرين الذين مازالوا يراهنون على الدعم الإيراني، ويعتقدون أن إيران سوف تبقى إلى الأبد عمقهم الاستراتيجي؛ نذكرهم أن النظام الإيراني يتعامل مع الآخرين بعقلية التاجر الذي يعمل دائماً وفقاً لمنطق العرض والطلب، ولا يهمه إذا ما باع حلفاءه بأبخس الأثمان من أجل الحفاظ على مصالحهم القومية، ولكم أن تسألوا الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني الذي صرح علانية ومن على قنوات التلفزة والصحف أن النظام الإيراني خطط لقتله وهو حليفه الأقوى آنذاك، والعاقل من اتعظ بغيره.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *